يقظة الوعي ( الجزء الثالث و العشرين ) / خالد عبد الصمد

يقظــــــة الـــوعــي (الجـــزء الثـالـــث والعشـــــرين):-الــوعـي والعلمــــاء (الجـــزء الأول).العــلم فريضـــة واجبــــة عـلي كـــل أنســــان. لكــي ينهـــض الأنســـان لأبـــد أن يتعـــلم. ففــي التعـــليـم الــوعــي والأدراك والجــاهـل مـا هــو الا أداة أو دميـــة فـي يــد الآخــرين يعبثـــون بهـا كيفمـــا يشـــاءوا.منــذ خــلق الله تبــارك وتعــالي الأنســـان كــان التعــليـم مـن الأســاســـيات التـي تعكــس الـوعــي والأدراك "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. ســـورة البقـــرة 31".التعـليـم بـلا شــــك درجـــات ويتمثـــل هـذا حاليـــا فـي الحصـــول عـلي الدرجــات العلميــــة "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ. ســورة الأنعــام 165".طلــب العــلم واجـــب مقـــدس شـــرط أن يكـــون العــلم حقيقــــي غــير مــوجـه وغــير زائــــف "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ. ســـورة الـزمــر 9".العـلم هـو الوســيلة الوحــيدة للأدرك أمـا الغفــــلة هـي الخطـــوة الأولــي للأنحــدار والأنـــزلاق. والعــلوم أمـا دينيـــــة وقــد يســـر الله تبــارك وتعـــالي العــديد منهــــا للنـاس دون الحــاجـة الا وســـيط الا فـي الأمــور المعقـــدة والتـي قــد يختـــلط فيهــا الأمــر عــلي العـــامـة فالقـــرآن الكــريـم يســـره الله ســـبحانه وتعــالي للجميــــع شـــرط حســـن القـــراءة والتـدبــر والتــأمـل فـي المعـــاني دون الخـــروج عـن المنهـــج والتكليـــف وأتبـــاع المتشـــابهات. "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ. ســـورة القمــر 22 - هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ. ســـورة آل عمــران 7".القــرآن الكــريم سهـــل وميســــر للتـدبــر والتــأمــل. التـــاويـل لا يعلمــــه الا الله تبـــارك وتعــالي فالقــرآن الكــريـم كلمـــاته وهــو القــائــل "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا. ســـورة الكهـــف 109 - وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. ســورة لقمــان 27". والراســـخون فـي العــلـم هـم القـــادرين عـلي التـــأويـل بشـــرط التســليم بـأن كلمـــات الله هـي مـن عــند الله وهــو العــالـم ببــواطن المعـــاني. أمـا مـن يخـــلط الآيـــات المتشـــابهـات ببعضـــها البعــض أبتغـــاء الفتنــــة فهــو ليـــس بعــالـم بــل محـــرض الغفـــلة والتشـــكيك فـي المنهـــج والتكلـــيف فيــأخـذ بالفـــروع والبـراعـم الطرفيــــة تــاركـا الأصــــل وهــذا ضـــلال وأضـــلال.وهنـــا أرفـــض لفـــظ كــاهـن عــلي علمـــاء المـــلل عـلي أختـــلاف طوائفهـــم. فـرجــل الــدين هــو ناصـــح أمـين لا يســـعي خـلــف ســـلطة أو مناصـــب أو غـــيرهـا. آي أن لفـــظ كـاهــن يطـــلق عــلي العـــراف أو المنجــــم. أمـا أصـــحاب العــلـوم الرفيعــــة ســـواء دينيــــة أو دنيـــاوية هــم العلمـــاء. أختـــلاط الألفـــاظ أو المســـميات يخـــلط بيـــن الحقيقــــة والتضـــليل الـي البــاطـل.وعـلي ســـبيل المثـــال مـا أطـــلق عليهـــم لفــــظ الكهنـــــة فـي أون المصـــرية القـديمــة. كــانــت أون مــركـز الثقـــافة والتعــليم والفكـــر الحضـــاري فكــانـوا نخبــــة النخبــــة فـي هــذا العصـــــر لعـــلومهـم الوفيـــرة فـي كــافـة المجـــالات.ويســـتدل عـلي ذلــك ممــا كتـــب هـــيردوت ومانيتـــون الســــمنودي وغــيرهـم الكـــثيرين. ومـن هنـــا يتضـــح أن لفـــظ الكهـــنة فـي غـــير موضـــعه فهـــؤلاء كــانـوا العلمــاء والمفكــرين والمثقفـــين والفلاســــفة.الغريــــب أن البعـــض أدعــي أن العــامـة مـن النــاس أتخـــذوا مـن هـــؤلاء الكهنــــة ألهـــــة للعبــــادة وهــذا لا يتفـــق مـع العقـــل والمنطـــق. كيـــف لأنســـان أن يتخـــذ مـن أنســـان آخـــر ألــة. هـــذا أن دل فهـــو دلالـــة عـلي التســـفية والســــطحية والجهـــل ســـواء الديـــني أو الدنيـــوي. هــؤلاء علمـــاء وقــد يكــون منهــم أنبيـــاء دون أدلــة موثقـــــة لكــنني أتبـــع الكتــاب الصـــادق المصـــدوق وهــو القـــرآن الكــريم "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ. ســورة فـاطــر 24 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ. ســورة غــافــر 78".تقـديـس مـن أســــماه البعــض بالكهنــــة وهــم بالفعـــل العلمــاء أمــر حتمـــي وواجـــب. فالعلمـــاء هـم المنـــارة التـي تشـــرق فـي مشـــارق الأزدهـــار وهــم دمــاء الحضـــارة وقلبهـــــا النـابـــض.أعتقــــد أن لفـــظ الكهنــــة دخـــيل الغـــرض منـــه تحقـــير العلمــاء وأبـــراز أنهــم الســـاعين خـلف الأمــوال والمناصـــب والســـلطة.هنـــاك مـن أغـــتر بعلمــــه وهـــذا شـــذوذ عـن القـــاعـدة فالمغــتر بعلمـــه لـه الدنيــــا ومـا لـه فـي الآخــرة مـن نصـــيب ومـن هــؤلاء المغـــترين المتكـــبرين.وعــلي ســـبيل المثـــال قـــارون وفــرعـون "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ. ســـورة القـصص 78 - وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ. ســـورة الـزخــرف 51".أكتفــــي بهـــذا القـــدر ونكمـــل فـي الجــزء القــادم أن شـــاء الله.خـالـد عـبد الصـــمد.